Thursday, April 19, 2012

The Turin Horse 2011


The Turin Horse احدى روائع بيلا تار المخرج الهنغاري الذي أتحفنا بأعمال سابقة قيمة , بدايةً الفلم برهان جديد على استحقاقية بيلا لأن يكون في قائمة أفضل أفلام عام 2011 الفلم يدور حول قصة الفيلسوف الألماني فردريك نيتشه الذي في تورينو عام 1989 نتيجة لتأثره بمشهد حصان يُضرب بالسوط بقسوة من قبل سائق عربة رافضاً الحركة يرتمي نيتشه على ظهره باكياً و منهاراً , يأخذه جاره إلى منزله حيث يستلقي صامتاً كمن أصيب بلعنة يعيش 10 سنوات هادئاً و فاقداً لعقله عن أما عن الحصان نحن لا نعلم شيئاَ ! كانت هذه هي الافتتاحية للفلم الذي يتناول الأوجه الثلاثة صاحب الحصان - وابنته - و الحصان نفسه على امتداد لقطات طويلة تناولت مأساة الحصان المحتضر على نحو فلسفي و تراجيدي و الذي يتساءل بيلا تار من خلاله ماذا حدث للحصان فيلم تار هو إعادة بناء للأيام التي سبقت الحادث , مدة الفلم ساعتين و نصف بالابيض و الأسود تشكلت ألوان الرتابه التي مرت بالرجل و ابنته في منزل متهالك حيث نشاهد ابنته و هي تتحرك بصمت و تعد الطعام بصمت , في الفلم ايحاءات و مشاهد لا يمكن اغفالها بالاضافة إلى الافتتاحية العظيمة هنالك مشهد العاصفة الذي هو أشبه بتنبؤ حول النهاية كان هذا المشهد وحده تجربة عميقة , بالاضافة إلى الااستخدمات المُلفته لنغمات الأصوات و للموسيقى التي جعلت قيمة حقيقية للزمن في الفلم بالاضافة إلى مشاهد قاسية من الطبيعة تمنحها انطباع مسيطر كأنما هي المسؤولة عن تكوين ما كان أو ما سيحدث, يمكنك أن تستشعر سلسلة لا تنتهي من من الصور الشعرية و التي يأخذك إليها عبر تموجات من اليأس و الجنون و الرتابة و الألم , من ناحية اخرى قد يجد الكثير من المشاهدين هذا الفلم مملاً لكن إذا كنت أحد المشاهدين الذين وقعوا في حب أعمال تار الأربعة السابقة فأنت حتما ستحب كل التفاصيل الدقيقة التي يتناولها في هذه التحفة الفنية , لا أنكر أنه عمل ربما يكون موجهاً إلى فئة معينة تقدر رؤية تار لكن و بغض النظر عن مدى استحسانك للفلم فأنت حتماً ستلاحظ تناوله لتجربه إنسانية بحته تصوّر الإحساس في اقصى مراحله حيث يُكسر نتيجة لرؤية حيوان في معاناة , الفلم يحمل أيضاً انعاكسات للعظيم تاركوفسكي و يعيدك إلى السينما التي تضعك ما بين الفن و الجنون .

No comments:

Post a Comment