Day of Wrath 1943

الفيلم من اخراج المخرج الدنمركي Carl Theodor Dreyer في احدى الروائع الدرامية و التي تحمل رؤيته الخاصة ما بين البعدين الديني و الاجتماعي لا نستطيع القول بأن الفكرة التي يقدمها الفلم تدور حول محور واحد لكنه يتعمق في الطبيعة البشرية وارتباطاتها بالمفاهيم الدينية و التناقضات المستمرة ما بين الخير و الشر , تدور أحداث الفلم في الدنمارك تحديداً في القرن السابع عشر حول أسرة تعيش حالة معقدة من الارتباطات العاطفية و تتركز على الزوجة التي تقع في حب ابن زوجها القس و كما يبدو أن جذور هذه العلاقة ترتبط بالاهمال التي لاقته الزوجة و الحرمان العاطفي و التقيّد الديني , القضية التي يناقشها Dreyer لا تتعلق بالغموض الذي يحيط بالطبيعة البشرية فحسب و لكن التعمق في الأبعادالدينية والفلسفية وتأثيرها على الذات و على الآخر كمرحلة الأولية للتأثير الاجتماعي العام , إذ أن المخرج تميز بهذا النوع من الأفلام التي تغوص في فكرة الإيمان و العلاقة المعقدة بين الإنسان و الإله و تأثيرها على اتجاهاته ما بين الفضيلة و الرذيلة , في هذا الفلم يمكن للمشاهد أن يتذوق نكهة أفلام المخرج السويدي العظيم ingmar bergman سواء أكان في الاتجاه الذي تناقشه الفكرة أو في كيفية الاخراج و المشاهد التي تمتزج بين الجمالية الغامضة و التفاصيل الدقيقة للمشهد , أحد روائع Dreyer الصامتة كان فلمThe Passion of Joan of Arc الذي يحكي عن وقائع محاكمة جان دارك بتهمة الهرطقة من وجهة نظري كان هذا الفيلم هو المرآة الأوضح التي عكست عبقرية دراير كمخرج من عملاقة المخرجين الذين تميزوا بأعمال سينمائية خالدة و مرجع ثري سواء لغيره من المخرجين أو للمُشاهد فبين الفلمين تبقى البصمة التي يتميز بها في رؤيته للمجموعة من المفاهيم المجردة كالحياة و الموت و الكفر و الإيمان و الخير و الشر , day of wrath يترك انطباعاً شاعرياً عميقاً في نهايته و يركز على التدخلات بين الشك و اليقين لاسيما أن الشخصيات تخوض صراعها بين وهمية الحب و مصيرية الموت , المشهد الأخير على وجه التحديد يحل الرؤيا الدينية الغامضة للفلم و يبرهن المهارة التصويرية للمشهد النهائي كما أن الأداء في دور الزوجة مبهر إلى الحد الذي يجعل ما يقال عن أفلام Dreyer بأنها تتضمن نخبة من روائع الأدوار النسائية صحيحاً تماماً ,اعجابي بهذا الفلم قد لا يخولني للكتابة عنه لكن يمكن القول بأنه من الأفلام النادرة التي تناقش عمقاً إنسانياً حساساً دون أن تفرض رأياً يضع المُشاهد أمام قناعه شخصية لا يجد أمامها إلا التأييد أو الرفض و تنجسم فيها حركة الضوء مع روحانية المَشَاهد بالأخص المشهد الذي يطوف فيه مجموعة من الصبية الصغار منشدين تراتيل دينية تبث الطمأنينة و الرعب في ذات الوقت كما لو كانوا ينشدون لـ مصير ما على وشك الوقوع هل يكون الحب هو الإيمان البديل بالوقائع حتى و إن كان يضع العاشقين في سجن الخطئية ؟ هل يمكن أن تكون هنالك علاقة ايجابية بين المشيئة الإنسانية و المشيئة الإلهية فيما يتعلق بالموت ؟ هل الإيمان نفسه هو نتيجة للخوف من النهاية الغير المستقرة أم للمعاناة التي تجعل الروح في احتياج غير مشبع للإجابات ؟ , يومٌ من الغضب يضع قيمة فنية عميقة لأكثر من سؤال . Day of Wrath 1943