فلم للأخوين داردين يتناول قصة صراع الشخصية الرئيسة "الطفل" مع احداث حياته من زواية واقعية للغاية , حيث أننا نتلقى الفلم كما لو كان من وجهة نظر الطفل نفسه المُلفت و الذي لا يمكن اغفاله هو بناء شخصية الطفل ذاتها بكل تطوراتها وردود افعالها من بداية الفلم و حتى نهايته كما عودنا جون بيير ولوك داردين في ببساطتهما الأسلوبية , بالاضافة إلى العاطفة التي تتناسب مع المرحلة العمرية للصبي بدون مبالغة في الانفعالات , أسلوب الواقعية الذي طغى على الفلم جعلني استمتع بعفوية الحوار إذ انه من النادر جداً ان يتم تقديم صورة بهذه الدقة عن أفكار و اهتمامات و مشاعر و مشاكل طفل في هذه المرحلة , اعتبار الدراجة أنها المُتنفس أو المخرج الذي يعبر من خلاله متناسياً وحدته و شعوره بالنقص والخوف ينتقل إلى المُشاهد في كل مشهد له مع الدراجة فيشعر بطبيعة العلاقة بينه و بينها , قد لا يحمل هذا الفلم فكرة عميقة أو رسالة محددة لكنه يُسلط الضوء على قيمة الواقعية و يناقش الشخصية مع مشاكلتها بترتيب جميل و ممتع يثبت دور العناية بالتفاصيل و الجماليات في الفلم من ألوان و انفعالات في الحفاظ على مستوى الانتباه , الاستخدام الموسيقي كان مناسباً برأيي و لم يكن مبالغاً فيه بحيث يفسد بساطة الفلم , علاقته مع مصففة الشعر و الذي كانت تحتويه في ظل غياب والده من أبرز ما صوّره الفلم شعورياً , الأخوين داردين كان لهم الفضل في صناعة أعمال سابقة تخاطب المستوى نفسه من الحساسية الذي شاهدته في هذا الفلم , يستحق المشاهدة بالتأكيد
No comments:
Post a Comment