فيلم لنيكول كدمان و شون بين انتاج سنة 2005 للمخرج سدني بولاك , قصة الفيلم تحكي عن مترجمة فورية تدعى سليفيا بروم تعمل لصالح الولايات المتحدة الأمريكية , مهاجرة أفريقية الأصل , في أحد الأيام تستمع مصادفةً إلى حوار بلغة الكو التي تتقنها يدلي بتصريح بمخطط لاغتيال "زواني " حاكم ماتابو , يتولى العميل توبن كلير "شون بين " عميل مكتب الاستخبارات التحقق من البلاغ الذي بلّغت عنه سيلفيا بروم , و يتم الكشف عن الماضي الأسود المغلق المرتبط بنظام الحكم لزواني , الفيلم هو عودة بعد غياب طويل للمخرج بولاك دام 6 سنوات , وجود شون بين و نيكول كيدمان هو الذي كان من صالحه تدعيم الثغور الكثيرة في الفيلم و كبداية الاخراج الضعيف لبولاك لا يناسب ضخامة الفكرة التي يتحدث عنها الفيلم خصوصاً و أن الصحف الزيمباوية وجهت الكثير من الاتهامات إلى الفيلم أبرزها هو اتهام المخبارات المركزية الأمريكية بالوقوف وراء اصدار هذا الفيلم , بشكل عام الفيلم من الأفلام التي تسودها النكهة الأمريكية البحتة , الواجهة التي تعكس ذروة الأحداث هي الواجهة الهوليودية المكررة لمفهوم التشويق , كذلك بالنسبة للخلفيات الموسيقية عدا المشهد الذي تضمن عزف سليفيا كانت الموسيقى التصويرية في وجهة نظري مستهلكة , فكرة الفيلم هي فكرة مميزة جريئة عميقة , الممثلان اللذان كان لهما دور البطولة ممثلان من نخبة الممثلين , لكن أعتقد أن الفيلم لم ينل ما يستحقه من الاهتمام خصوصاً من قبل المخرج بولاك , من خلال أفلامه السابقة كان من غير المألوف له هذا المستوى , سدني مخرج مميز و رحيله ترك بصمة مؤثرة
بالعودة إلى رائعة المخرج الدنمركي لارس فون ترير في فيلم انُتج عام 2003 " Dogville " الفيلم الذي اعتبره النقاد الأمريكيون في قائمة أسوء الأفلام لما يقدمه من ادانات للمجتمع الأمريكي و النظرة العدائية التي يتميز بها المخرج لارس فون ترير اتجاه أمريكا لاسيما , و أنه من أبرز المخرجين السينمائيين الذين ساهموا في تطوير الحركة التي تعمل ضد الأساليب التقليدية في الفن السينمائي , كان Dogville من الأفلام التي فرضت نمطاً جديداً في التعبير عن وجهة نظر لربما تكون شخصية , رائعة سينمائية لم تنل كما تستحق في وجهة نظري بالرغم من الهجوم الصحفي و الاعلامي الذي لاقاه المخرج الدنمركي بعد صدور الفيلم عن المغزى و الاتهامات التي يمكن أن يكون عبر عنها من خلال هذا العمل , في الواقع ترددت كثيراً في كتابة قراءتي لهذا الفيلم لأنني صنفته من الأفلام التي تخضع لقراءة بصرية و عقلية و نفسية منصفة أكثر بكثير من قراءة تحليلية , يستطيع المشاهد أن يدرك أن البيئة التصويرية -الغير مستهلكة- هي الرسالة الأولى التي تُختزن في عقل المشاهد , بعد ذلك تفاعل الممثلين مع المحيط بالشكل الذي يخدم واقعية الأداء .. التمكن من التحكم في أفكار المشاهد و من ثم اطلاق العنان له ذلك من خلال استخدام " صوت الراوي " في الفيلم , الجُمل أو العبارات ذات التركيز العالي التي تحمل بُعداً فلسفياً لابراز جمالية العمل الأدبية بالاضافة إلى الجمالية السينمائية , أداء " نيكول كدمان " كان مُبهراً في تكثيف التعابير الجسدية بعد أن صار يقيناً بأنها متمكنة من الاندماج في الشخصية مقارنةً ما بين المشهد الأول منذ ظهورها و حتى المشهد الأخير , البراعة في تحقيق مضمون أنه بالرغم من اختلاف الشخصيات الأخرى في الفيلم , سكان قرية dogville بشكل أخص إلا أن الثقافة الفكرية تميل إلى الاتباع العام للأغلبية بغض النظر عن اختلاف المفاهيم إلا أن الشذوذ في الرأي الذي يمكن أن تتصف به شخصية كأديسون الفيلسوف خاضع للتأثر من قبل المجتمع الصغير في قرية dogville الذي تتسم أحكامه بالعاطفية المطلقة البعيدة عن المنطق الفلسفي , النظرة البعيدة التي يغوص إليها كل فصل من فصول الفيلم و العلاقات التي تربط ما بين المشهد المُصغّر للقرية و النظرة الداكنة التي تجرد الواقع الأمريكي من مثالياته , كذلك الخلفية الموسيقية الكلاسيكية التي تناسب طبيعة الفيلم و التي لا تقود المشاهد " مُرغماً" على اتباع نمطية معينة في الشعور أثناء المشاهدة لندرتها بين المشاهد ,في الايقاع الزمني و الاخراج الناجح تكمن جوهرية التميز في الفيلم .في مقارنة بين دوريّ نيكول كدمان في interpreter و dogville يبدو جلياً التناقض بين الدورين أو في الرسالة التي يتضمنها كلا من الدورين , مخرجان متناقضان في الرؤيا السينمائية للواقع الأمريكي , و إن كانت نيكول كدمان أبدعت في عكس مفهوم الاثنين إلا أن فيلم dogville لم يعتمد على أداءها إلى جانب نوع الفكرة " الدسم" لاخفاء ركاكة الاخراج
No comments:
Post a Comment