Friday, April 20, 2012

poetry 2010




حين تحاول الكتابة عن هذا الفلم كأنك تبحث في داخلك عن فكرة القصيدة , فكرة الشعر , حين تجدها تنظر إليها بشغف كأنك تنظر إليها أول مرة , أحد أجمل أعمل السينما الكورية عن ميجا امرأة في الستين من عمرها في مرحلة مبكرة من اصابتها بمرض الزهايمر , تعيش برفقة حفيدها المراهق و تسعى لأن تكتب قصيدة قبل أن تتلاشى كل الكلمات , مشهد البداية يحملُ من العمق ما يجعلك تسترسل في المشاهدة أو حتى في القراءة , جثة لفتاة تطفو على النهر يتبين لنا لاحقاً أنه قد تم اغتصابها من قبل مجموعة مراهقين في صفها , من ثم نعود إلى رحلة البحث عن الكلمات التي تقطعها مجا المرأة التي يتلخص شعورها بالسعادة في مراقبة الزهور , Flowers are as red as blood من هنا يبدأ الخلق الأول للشعر حيث تأخذ المشاعر حيزاً من كل الألوان , The sounds of birds singing. What are they singing المقطع الثاني حيث لا يحرض العالم من حولك إلا على السؤال , The apricot throws itself to the ground. It is crushed and trampled for its next life تتوالى المقاطع حتى المقطع الأخير مقطع الخلاص تدخل الروح في قاموس اللغة ككلمة محتلمة بين أول القصيدة و آخرها , التنقل بين الموت و الطبيعة , النسيان , الوجوه و الكلمات أغنى عن الاستخدامات الموسيقية في الفلم و أضفى بُعداً واقعياً جميلاً , التزامن الذي كان يلازم المرأة بين تلقيها للصدمات و رغبتها في كتابة الشعر يأخذ المشاهد إلى احساس عميق بالهدوء على الرغم من أن الفلم يتناول مآسٍ عدة إلا أنها تأتي على نحو شاعري و واقعي لا محاولة فيها إلى تحريض نوع معين من التعاطف , مشهد النهاية يأخذ شكل القصيدة و هي تصبح جزءاً قريباً من قلبك بعد أن أدركت معانيها و لمست هذا التشابه بينك و بينها , أي بعد أن اتخذت موقع القارئ الذي يستوعب حساسية الشاعر في نقل شعوره بالالم في مشهد النهاية , حيث يخطو الموت خطوة البداية نفسها , شاعرة على وشك الرحيل و نهرٌ يستعد لاستقبال آخر نفسٍ من الروح , لا يمكنك أن تجزم أخيراً إن كنت شاهدت فلماً على شكل قصيدة أو قرأت قصيدة على هيئة فلم

No comments:

Post a Comment