Thursday, April 19, 2012

ingmar bergman


Film as dream, film as music. No art passes our conscience in the way film does, and goes directly to our feelings, deep down into the dark rooms of our souls


 أستطيع  أن أتصور أني الإنسان الوحيد الذي كان على علاقة مع تصورات برجمان و أفكاره و أفلامه مشاهده حتى لقاءاته هذا الإحساس الذي لا أشعر به اتجاه أي مخرج آخر / كاتب / إنسان آخر , لا أبالغ حقاً حين أقول بأنني لا أقدره لأعماله نوعية أفلامه , و أيضاً ولاءه للشخصية التي يخلقها بحيث أجد أنه يناقض أفكاره الشخصية لأن لا يقع في احتدام ما بين رؤيته الخاصة و رؤية الشخصية نفسها التقدير لا يكمن هنا فحسب , لكن هذه الخصوصية التي يمنحها لك و التي يشعرك من خلالها أنه يشاركك أفكارك الخاصة دون أحد سواكما , هنالك أنت و بيرجمان و مشهد يترجم الطلاسم التي في عقلك و لا شيء آخر , لم أفهم سابقاً ما يعنيه تماماً أن تحدق في ملامح كأنها خُلقت أثناء كتابة الفلم, أو أن تنصت إلى حوار كما لو كان صدى لصوتٍ في عقلك , بعد مشاهدة فلم له تشعر بالحيرة فأنت تريد أن تعلم إلى أي حد يمكن أن يدهشك فلم من أخرجه هذا الرجل و في الوقت نفسه تخشى من الأسئلة من التفاصيل الناطقة من الأصوات و الايحاءات و النظرات و حتى الموسيقى عندما تتسلل إلى مشهد أوقعك في سجنه , لا أبالغ حين أقول أنني أخاف أحياناً من أن أشاهده يتكلم و يرسل رسالته عبر تحفة سينمائية أخشى أنه على علمٍ بما أفكر فيه و بما فكرت فيه و بما سأفكر فيه لاحقاً , أخشى أن لديه تصوراً عمّا أسميه مشهداً كاملاً مشهداً يجعل الزمن جامداً حتى بعد نهايته , فلم صرخات و همسات على سبيل المثال كنت أشاهده يوم الاربعاء الساعة الخامسة فجراً و هذه المرة الأولى التي أتذكر زمن مشاهدتي أو مكانه لم أكن على استعداد أبداً لأن أشاهد فلمي المفضل , كان هنالك الكثير من الأحمر و عيون Liv Ullmann و أنفاس Harriet Andersson و ملامح Ingrid Thulin التي يمكن أن تجعلني أستمر بالمشاهدة لساعات دون أن أشعر, المفاهيم المجردة عندما تصير مادياً ملموساً و مدروساً طبيعة أنثى في شخصية Kari Sylwan كلمة الزمن الوحيدة في دقات الساعة موسيقى باخ يكافئ بها برجمان حواسك الخمس لتشعر أنك أنت المشهد و أنك بمرونة الألوان في كل المشاهد لتفهم هذا النوع من الجمال , بعد فلم صرخات و همسات كان هنالك سينما و هنالك برجمان بالنسبة لي أمضيت 3 أسابيع و أنا أشعر بالكفاية و أخشى أنني لن أشاهد ما يرضيني أكثر , فلم فاني و ألكسندر أقنعني بأن الواقعية ليست كما كنت أتصورها الواقعية أن لا أكون على ثقة بأنني أشاهد فلماً أو أتلصص على حياة مجموعة من الناس و لا أكتفي بالتلصص على سلوكياتهم و نظراتهم و علاقاتهم وحتى على أسرارهم لكن على أفكارهم الخاصة الأفكار التي وجدت أن برجمان عظيم كفاية لأن يخلق شخصية و من ثم يتابع تطوارتها على نحو واقعي شخصية ألكسندر على سبيل المثال في المشاهد الأولى من الفلم و إلى المشهد الأخير أنت لا تشاهد لافته أو جملة تفيد أن الزمن يتحرك لكنك تشاهد آثاره على هذا الصبي و آثار الأحداث على تفكيره مفاهيمه الدينية كلماته و حتى اكتشافه لوجود ذاته بين الذوات الأخرى , لا يوجد تعصب اتجاه شخصية معينة بحيث تهمل الشخصيات الأخرى في هذا الفلم الشخصيات التي قد لا يكون لها تأثير كبير على مجرى الأحداث لكن لا شيء ينفي وجودها و أهمية العناية بتفاصيلها , Persona الفلم الذي كتبت عنه 40 مرة تقريباً ثم غيرأت رأيي فيما كتبته بمجرد أن أستعيد المشاهد أسقط في جاذبية الفلم مجدداً بحيث أشعر أنني لا أملك لغة تخولني للكتابة لن أقول بأنه من أفضل الأفلام أو أنك لن تشاهد أفضل منه أو أي مديح عام لكن باختصار مرجع بالنسبة لي في علاقتي مع نفسي , كيف من أن تشاهد فلماً و تشعر بأنك تشاهد ذاتك المجردة تضع نفسها بين احتمالات شخصية و أخرى مشهد و آخر من الصعب أيضاً أن تدرك أن اجابات الأسئلة التي تطرحها على نفسك و أنت تشاهد فلماً ستجيء إليك على شاكلة أسئلة أيضاً لكنها ستغنيك عن الاجابة , الصمت يستفزك في شخصية يمنحك الشعور بأن الصمت أصبح أكثر شفافية مما كان بحيث تسقط الكلمات على لسان الآخر و يرتكب الكلام من خلالك أنت , الألوان أنت تعرف قيمة الألوان تعرف قيمة الصورة تعرف قيمة تعبير و آخر و أنت تشاهد , النساء في هذا الفلم لسن النساء اللاتي تشاهدهن في الأفلام عادةً النساء هنا لهن وجوه تنقل عدوى العشق من الكاميرا إلى عينيك فـ الكلوز أب يمنحك مشهداً من الجمال لا علاقة لها بمقاييس أو مسميات معينة في ذهنك مجرد انبهار و متابعة لخطوة الكاميرا , فلم The Seventh Seal الفن عندما يتشكل على هيئة فلم على هيئة مفاهيم على هيئة مناقشة و على هيئة شطرنج و على هيئة موت ’ حقيقةً لا أحد يرضي فضولي اتجاه مصير مجهول كالموت مثل برجمان لا أحد يضعني على هذه الزاوية المدروسة من الشك فأنت لا تجزم بما يعتقده برجمان بعد نهاية الفلم و لا تجزم بما تعتقده أنت , هي ليست محاولة للاقناع ليست دلائل و حقائق و تفسيرات لكن رحلة الإنسان في عقله الرحلة التي لا تعود منها بغنائم غير التصورات و لا تنبش إلا عن رؤيا بمثل وضوح هذا الفلم و غموضه , العامل المشترك بين بيرجمان و تاركوفسكي الذي يجعل كل منهما يتجول في ذهن الآخر من خلالك هو هذا الاستقصاء لمعرفة المعرفة و ليس للعثور عليها كما في الرائعة Andrei Rublev هنالك لغة ستتعلمها أنت لوحدك عندما يسقط توزيع المهم و المهمش في نظرك ليصبح هامشياً و مهماً في الوقت نفسه , تقول Ullmann عن برجمان أنه بمجرد أن يبدأ الحديث عن كوابيسه تعلم بأنه سيقوم بتحويلها إلى فلم في اليوم التالي , إذن هي كوابيس قد تخيفك بقدر ما تخيفه لكنه سيضمن لك أن يترجمها بحيث تصبح كوابيسك انت أيضاً ! السأم القلق الشك الوجود علاقة الإنسان مع الموت مع الإيمان مع الرب مع الآخر التي تضعه أمام علاقته مع نفسه هذا ما يجعل منه رجل بين الإله و الإنسان , فلم " الصمت " اثبات منه أنه يستطيع أن لا يكرر نفسه Jörgen Lindström الذي يقوم بدور الطفل لا يحاول أن يكون مختلفاً عن دوره لا ينغمس في الأداء بحيث تشعر بأن هنالك فاصلاً بينه و بين دوره "الصمت " هو أيضاً تجسيد للواقعية في عيون برجمان و احترام عميق لحواس المُشاهد و أفكاره , بالحديث عن احترام الحواس فلم The Passion of Anna جمع الوجوه الثلاثة التي يختارها برجمان لترجمة كلماته إليها Max von Sydow, Liv Ullmann ,Bibi Andersson في هذا الفلم لقاء بين العاطفة و المنطق لقاء بين الشعور و الفكرة فالمُشاهد الذي يميل إلى الأفلام التي تناقش قيمة حسية سيلتقي مع المُشاهد الذي يميل للأفلام التي تناقش مفاهيم و حقائق كذلك هو الحال مع فلم Wild Strawberries علاقة موزونة بين العاطفة العميقة و بين المناقشة للماديات , سوناتا الخريف و العار فلمين يضعانك أمام سؤال ما هي الطريقة التي يعتمدها برجمان ليجعل من Ullmann تظهر في كل دور لها و كأنك تراها لأول مرة و تبهر بمهارتها في استخدام تفاصيلها لتقنعك أنها تفهم ذاتها جيداً لتتمكن من الخروج من شخصية إلى أخرى بهذه المهارة , كذلك Ingrid Thulin تحفة فنية تخلدت من خلال أفلامه لاسيما Winter Light هذا الفلم يشبه الصعود إلى قمة شاهقة تعلم أنك تصعد إلى قمة لكن شعورك بأنك بلغتها يصلك أثناء صعودك حتى قبل أن تجد نفسك هناك , فلم إنسانيّ بحت و أنا لا أعني أنه يناقش فكرة تثير عاطفة المشهد لكنه يناقش الإنسان نفسه اعتماد على مخاطبة المشاهد بشكل مباشر و في نفس الوقت بشكل خفيّ الثلاثية ( Winter Light, The Silence , Through a Glass Darkly ) تشاهدها ثم تتفاجئ بالقرب الذي بينك و بين كل فلمٍ على حدى بالشعور بالإلهام بالحاجة إلى زمن طويل تخلو فيه بنفسك لتراجع ما وصلك للتو ,ربما أحتاج أن أكتب طويلاً جداً حتى أقول أنني عبرت عن رأيي في برجمان و ربما أتذكر سؤالاً جاء في هيئة مشهد و أستشهد فيه كرأي خاص , برجمان تحكم في خياله ليقدم لنا الحياة من خلال واجهة سينمائية و الحياة كجزء من السينما فعندما تشاهد مراحل صناعة فلم له تشاهده و هو يجعل نفسه جزءاً من فلمه يختلط بطاقم العمل بمواقع التصوير و بكل ما يخص الفلم ,العبقرية ليست في أنه يملك عقلاً جميلاً فحسب بل بأنه يملك عقلاً بالمرونة التي يمكن أن تنقل مفاهيم مجردة مفاهيم غامضة مشاعر غير مترجمة إلى نص و إلى حوار و إلى شخصيات مفعمة بالواقعية إلى الكاميرا إلى الالوان إلى الموسيقى إلى الأحداث و ماراءها و إلى عقل المُشاهد أخيراً 

No comments:

Post a Comment