جرحت اصبعها في محاولة لالتقاط القلم الذي سقط منها حيث
كانت بصدد الكتابة عن الألم ,في هذه اللحظة القصيرة التي شهدت فيها ولادة جرح صغير
على طرف اصبعها و حيث انطلقت أول نقطة دم شعرت بألم كل الأشياء التي حاولت أن
تؤلمها طيلة حياتها , شعرت بالأيام التي كانت تركلها,تركلها بقسوة و عنف , شعرت
بنمو روحها بعيداً عن جسدها ,بوحدة سريرها في غيابها . بارهاق اللوحة المعلقة على
الجدار , بصراخ الساعات , بضجر الموتى , ببكاء أطفالها الذين لم يأتوا , بندم
الصمت على كل ما يُقال و فزع العدم على كل ما يأتي,. في تلك
اللحظة القصيرة التي كادت ان تبلغ الأبد , أحست بمتعة الألم , ببلادة الألم , بوجع
الألم من الالم ,بطفولة الألم شباب الألم و شيخوخة الألم في الألم , و اخيراً احست
بموتها , موتها الذي اخذها من كل هذا الضجر من الألم , بألم .
No comments:
Post a Comment