Thursday, April 19, 2012

the man who sleeps 1974



الفلم من اخراج Bernard Queysanne رائعة Georges Perec كبداية لا أعرف كيف يمكنك أن تكتب قراءة لهذا الفلم تحديداً يحكي عن رجل في العشرينيات من عمره يعيش وحيداً في شقته في باريس حكاية الفلم هي عبارة عن قراءة للحياة الروتينية التي تعتمد على أفكار الشخصية لا أحداث حياتها , إذ أنه و طوال مشاهدتك للفلم لن تسمع كلمة واحدة " تنطق" بها الشخصية الرئيسية و الوحيدة في الفلم فصوت الرواية يقوم بمهمة سرد تفاصيل حياة هذا الرجل من منظوره الخاص و الفراغ العميق الذي يتشكل بين الإنسان وبين فكرته عن الاستمرارية و الرغبة الغامضة التي تدفعه إلى الانجراف مع الروتين و إلى الهروب منه في الوقت نفسه , علاقة الإنسان مع الآخر التي لا تتجاوز مجموعة من الملامح التي تزدحم في الذاكرة دون أن تحمل أسمائاً أو أوصافاً أو علاقة لها مسماها , المحاولات المستمرة للإحياء اليائس أو لاعادة القيمة التي تحملها الأيام يوماً تلو الآخر و الغرق في كل ما يمكن أن يزيد من سرعة العجلة البطيئة التي يمضي بها الوقت بين الوحدة و التفكير و اللجوء الأخير إلى النوم , يصحو باكراً يغسل وجهه و ينظف أسنانه يشرب قهوته و يتناول وجبته يتجاهل المحيط الاجتماعي الذي يتشارك شيئاً من تفاصيله الخاصة من خلال الحديث , يفضل هو أن ينظر إلى كل شيء في هذا العالم و كأنه لا يعنيه أو لا يخصه يفضل هو أن يخوض حربه مع الساعات الطويلة في لعب السوليتير مع نفسه يفضل هو أن يتجول في الأرصفة و كأنها المرة الأولى التي يمشي فيها إلى حياته - أو الأخيرة , ربّما هو ليس تفضيلاً لكن سقوطه في هاوية البحث عن المعنى جعل من العالم بالنسبة له كذبة لا مجال له في تصديقها , الفلم هو تسليط مركز على التفاصيل التي قد يحكيها لك أي شخص و لا تعتقد أنها تحمل أهميةً تذكر , الرسالة المبطنة هنا هي أن هذه الهوامش هذه التفاصيل التي لا يعول عليها أحد هي حكاية هذا الرجل هي النظرة التي يتبادلها مع وجوده , الأسئلة التي تسقط على مسامع المشاهد - و التي تطرحها الراوية - بالنيابة عن صمت الرجل هي الصورة الدقيقة للفراغ هي المرآة ربما التي يمكن للإنسان أن يشاهد من خلالها علاقته بكل ما يحدث علاقته بتلك الهوية المزعومة التي يناضل للحفاظ عليها علاقته بكل ما يثبت أنه موجود أو يشكك في حقيقة وجوده المطلقة , اختياري لهذا الفلم كتوصية لأنه من الأفلام النادرة التي تعتمد على قيمة " السؤال" في تشكيل المشهد كاملاً و على قيمة الحوار الذاتي الذي يدور وراء كواليس الشخصيات من حولنا الحوار الغير مسموع و الذي قد يكون نابعاً من الروح نفسها إلى ماهو خارجها , الرؤيا الشخصية و التي يبدو من العجيب أنها تميل إلى العمومية بين الإنسان و الآخر إذا أُخذت بعين الاعتبار على أنها "مؤثرة " أي أنك أثناء استماعك للحوار قد تشعر بهذا التشابة بينك و بين الشخصية كما لو كانت الفكرة بالرغم من أنها تتحدث عن حياة شخصية تتحدث عن حياة الناس عامةً , كما أن المشاهد حظيت بعناية فائقة لتتناسب لغة الحوار مع جمالية المشهد و اشباعه بالتفاصيل لاسيما الاستخدمات المتباينة في اللونين الأبيض و الأسود لمشاهد الفلم , بالاضافة إلى أن السرد لا يميل إلى التقليدية التي تُستخدم في لغة الأفلام عادةً هنالك تركيز "موسيقي" على ارتفاع و انخفاض الطبقات الصوتية للراوية , عبقرية في الحوار و الأداء و الإخراج , الفلم يعترف بقناعة عميقة عن الألم الذي لا يعود إلى مصدر معروف أو إلى المراحل اليومية بين الرغبة و بين اللامبالاة , قد تكون جملة " الفلم يستحق المشاهدة " جملةً مُستهلكة لكن الفلم يستحق أكثر من مشاهدة .

No comments:

Post a Comment