I know who you are. I know who you are. I know who you are
من اخراج brad anderson و بطولة كريستيان بيل , أكثر ما أثار اعجابي في هذا الفلم بالاضافة إلى أداء كريستيان بيل المبهر هو مشهد النهاية , من النادر جداً أن تشاهد هذه الطبيعة من مشاهد النهاية في الأفلام التي تحمل هيئة الوضوح التام و حل للألغاز التي طُرحت منذ البداية بينما هي في الحقيقة تحمل طابعاً تأويلاً كما لو كان مشهد النهاية احتمالاً مقتوحاً , المشهد كان عبارة عن استرجاع الشخصية للحظة التي كانت تتجه فيه بالسيارة إلى نفق مظلم هرباً من حادث تسببت فيه و هي الصورة الفاصلة بين غياب الوعي و عودته , استخدام النفق تحديداً ليكون آخر ما ينتهي إليه الفلم يحمل دلالات عميقة جداً بعيده عن فك الغموض الذي كان يشغل المُشاهد منذ البداية فلم يعد فلماً يتمحور حول شخصية فقدت ذاتها نتيجة لاحساسها بالندم بل عن رؤية فلسفية عُبر عنها من خلال تفاصيل , قبل دخول النفق أنت لا تشعر باختلاف حقيقي بين حالتيّ النور و الظلام و لا تتذكر وجود فارق بينهما بمجرد عبورك النفق يبدأ تقلص الرؤية و النور بشكل يجعلك واعياً انك عايشت اختلافاً ما و في نفس الوقت تبدأ بالتأقلم مع حالة غياب النور و حالة انتشار الظلام و أخيراً في لحظة خروجك من النفق يعود إليك النور بشكل مفاجئ كذكرى و كأنما نسيت ماهو النور في هذه الثواني التي عبرت فيها نفقاً مظلماً , يبدأ النور بالسطوع أكثر في حين قد تكون تكونت في داخلك حالة للنور و حالة للظلام , هذه الرحلة القصيرة في عبور نفق تتمثل فيها الحياة التي لا تستطيع فيها التمييز بين النور و الظلام و لا تشعر بالاختلاف بينهما بينما يمثل الموت الاجابة الساطعة التي تلاقيك في نهاية النفق بعد أن سافرت عبر الضوء و الظلمة في لحظات عمرك الأخيرة , Trevor Reznik او الشخصية الرئيسية في الفلم كانت تعيش حالة ضياع بين الوعي و اللاوعي و بعد صراع طويل مع الذنب أخذ النوم شكل المغفرة أو الارتياح و هي القصة الأخرى التي تشاهدها خلف صراع هذه الشخصية كما لو كان تأويلاً فالجزء الذي ماقبل النفق هو جزء صراعها مع ذاتها و الجزء الثاني جزء مرورها بالنفق هو جزء حالة الضياع بين الوعي و اللاوعي بينما يمثل الجزء الاخير وهو خروجها من النفق النهاية حيث تتضح لها الرؤية أخيراً و تنتهي معاناتها , في هذه الأجزاء الثلاثة صورة افتراضية لما بعد الموت كما لو أن الشخصية بعد أن حادث سيارة تسببت فيه بموت طفل (نيكولاس) وبمجرد دخولها للنفق فارقت الحياة و كل ما جاء بعد مرورها عبر النفق هو عقوبة تكفّر فيها عن ما ارتكبته , فالجحيم أو العقوبة تاتي بهيئة يقظة مستمرة كما لو أن الروح بُعثت من جديد و لكن دون وعي بموتها في السابق و في حياة تواجه فيها ما ارتكبته كما لو كانت (حياة البرزخ) في منتصف الفلم تستشعر الشخصية أنها تمثل شيئاً ما و أن هنالك مُتحكم خارجي يحركها في عرض أو خدعة مدبرة فتسعى لفعل أي شيء لتفهم العلاقة بين الصور التي تشاهدها في حاضرها كجزء مهم من ماضيها, و تأخذ الورقة المعلقة على الثلاجة هيئة الوعي و اكتمال الحروف الناقصة فيها هي استكمال لرحلة الروح نحو مواجهة الندم و بعد أن تدرك الشخصية هويتها التي فقدتها ثمناً لنسيان ما ارتكبته تستعيد نفسها شيئاً فشيئاً كما لو كانت تكفر عن خطأها عن طريق المواجهة و أخيراً يأتي لها النوم على شكل راحة أو مغفرة على اعتبار أنها روح تتحرر من الاثم بعد ان عاشت عقوبة الضياع بين الوعي و اللاوعي , الصورة الاخرى التي تكونت لي بعيداً عن الفلم عززتها مشاهد كثيرة من الفلم كمشهد Trevor في مدينة الملاهي حين أصر على أن يسلك الطريق الأيمن في لعبة الكهف المخيف التي رافقه فيها الطفل نيكولاس , كذلك التخمين الأول الذي أكمل فيه الحروف الناقصة في الورقة المعلقة على باب الثلاجة ( أم ) , الطريقة التي تمت بها الاشارة إلى الهوية لعبة Hangman تخمين كلمة تستعيد من خلالها الشخصية ذاتها في كل مرة يخطأ فيها في تخمين الكلمة يتضح لنا فيها الرسم للرجل المشنوق , الاخراج الاستخدامات الموسيقية و مما لا شك فيه أداء الشخصيات انسجم مع الفكرة العميقة و الخفية للفلم التي تثيرها الفكرة الأصيلة و التي قد تكون ملهمة بشكل مختلف تماماً بالنسبة إلى مُشاهد آخر .
No comments:
Post a Comment